قصه خالد وسيفيدا

“صورة مثالية أم تمثيل دائم؟ حقيقة ترويج الممثلين الأتراك للجمهور العربي”

"صورة مثالية أم تمثيل دائم؟ حقيقة ترويج الممثلين الأتراك للجمهور العربي"

كتبت د /امل عبد العزيز
صاحبه القلم السعيد

في ظل ازدياد شعبية المسلسلات التركية وانتشارها الواسع في العالم العربي، تشكّلت لدى كثير من المتابعين صورة شبه مثالية عن عدد من الممثلين الأتراك، خصوصًا أولئك الذين جسّدوا شخصيات رومانسية أو نبيلة في أعمالهم الدرامية. لكن الواقع الذي يختبئ خلف الكاميرا قد يكون مختلفًا تمامًا، بل وصادمًا أحيانًا.

♦️تمثيل داخل وخارج الشاشة

ما لا يدركه كثير من الجمهور هو أن حياة بعض الفنانين ليست سوى استمرار لأدوارهم التمثيلية. فكما يتقنون تقديم شخصيات مثالية على الشاشة، فهم كذلك يتقنون تسويق أنفسهم خارجها بصورة محسوبة، تلامس خيال الجمهور وتُبقي على وهج الشهرة. وفي بعض الأحيان، تصبح حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي امتدادًا للدراما نفسها، حيث تُبنى الصور، وتُختار الكلمات، وتُدار العلاقات بعناية، ليس حبًا بالحقيقة، بل سعيًا للبقاء في دائرة الضوء.

♦️حالة “الامانه”: بين الوهم والحقيقة

من أبرز الأمثلة على ذلك، مسلسل “الأمانة”، الذي شكّل نقطة انطلاق جماهيرية قوية للممثلين سِيلا وخليل. الجمهور تعلّق بالشخصيتين “سحر” و”يمان” إلى درجة فَقد فيها القدرة على التمييز بين الواقع والخيال. وبدلاً من رؤية الفنانين كأشخاص منفصلين عن أدوارهم، تم التعامل معهم وكأنهم تجسيد حي لتلك القيم النبيلة التي قدموها. ومع الوقت، تحوّلت هذه الصورة المثالية إلى فخ، ليس للفنانين فحسب، بل للجمهور أيضًا، الذي بات يرفض رؤية الحقيقة حين تظهر، ويفضّل اختلاق الأعذار على مواجهة الواقع.

♦️الترويج الموسمي: غياب الأعمال وحضور الصخب

المثير للانتباه أن كل عام، وفي نفس التوقيت تقريبًا، يظهر بعض هؤلاء الممثلين بترويج صيفي جديد، سواء من خلال جلسات تصوير، أو أخبار عاطفية، أو إشاعات محسوبة، بهدف لفت الأنظار والبقاء في قوائم “التريند”. كل هذا يحدث رغم غيابهم الفعلي عن الساحة الفنية من حيث الأعمال الجديدة. وهنا يتجلى مدى احترافية بعض الفنانين في تحويل حياتهم الخاصة إلى محتوى تسويقي بحت.

♦️غياب الحدود والمبادئ في طريق النجومية

في سباق النجومية، يبدو أن بعض الفنانين الأتراك لا يعترفون بحدود واضحة أو قواعد أخلاقية راسخة. فكل شيء مباح من أجل البقاء تحت الأضواء، حتى وإن كان ذلك على حساب مصداقيتهم أو مشاعر الجمهور. هذا السلوك يعكس خللاً في العلاقة بين الفنان والمتلقي، ويضع على عاتق الجمهور مسؤولية إعادة النظر في الطريقة التي يتعامل بها مع الشخصيات العامة.

♦️فيما يخص تصريح الفنانة سيلا يجب أن نُدرك أن مثل هذه التصريحات لا تأتي عبثًا بل تُعد جزءًا من استراتيجية ترويجية مدروسة هدفها تعزيز رواية معينة أمام الجمهور والإعلام.

سيلا كان من الضروري أن تدلي بهذا التصريح تحديدًا في هذا التوقيت لأنه يرتبط بشكل مباشر بقصه وهميه بدأت منذ ثلاث سنوات عندما ظهرت علاقتها مع الفنان ألب نافروز وهي علاقة أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات وقتها.

اليوم، ومع دخول اسم رجل الأعمال “عطا” على الساحة يصبح من المهم ربط الحاضر بالماضي بطريقة تخلق نوعًا من الاستمرارية المنطقية في عيون الجمهور للقصه الوهميه.

التصريح الأخير لا يهدف فقط إلى توضيح موقفها الحالي بل أيضًا إلى دعم الكذبة التي تم زرعها سابقًا وإعطائها غطاء جديدًا يُمهد لاستمرار اللعبة هذا الصيف لكن هذه المرة بخطوات أكثر هدوءًا واحترافية.

ما يحدث هو استخدام ممنهج للقصص العاطفية كشكل من أشكال التسويق الشخصي، حيث تُوظف العلاقات الحقيقية أو المزعومة كأدوات لإبقاء الأسماء في دائرة الضوء لذلك لا ينبغي أن ننظر إلى هذه التصريحات كحقائق مطلقة بل كجزء من سيناريو طويل يُعاد بناؤه كل موسم بما يخدم مصلحة النجم الإعلامية.

الخلاصة: لا تصدّق كل ما تراه او ما يقوله الممثل

من المهم أن يدرك الجمهور العربي أن الممثل، في نهاية المطاف، هو إنسان يعمل في مجال يعتمد أساسًا على الإقناع والتمثيل. لا بأس أن نُعجب بأدائه لكن دون أن نخلط بين الدور والشخص أو أن ننسى أن ما يُعرض لنا هو منتج فني، لا واقعًا ملموسًا. المثالية التي تُعرض على الشاشة ليست سوى جزء من السيناريو ولا تمت بالضرورة للواقع بأي صلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى